بسم الله الرحمن الرحيم
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً صدق الله العلي العظيم
تبرز احداث العراق وتطوراتها السريعة ان الشعب المبتلى بالتدخلات الإقليمية والدولية يدنو من خطر اندلاع فتنة غير مسبوقة، خصوصاً بعد الانقسامات الحادة بين صفوف المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق، فيما بات يشكل العنف والتشاحن والتباغض نذر سوء قد تأجج الاوضاع وتعرض الآمنين للظى اقتتال اهلي شيعي – شيعي لا يستثني حرمة او يستبقي كرامة.
فمجريات الأحداث وتصاعد لغة التخوين والكراهية وتفرق المجتمع الشيعي الى مذاهب سياسية وأجندات فئوية، مع استمرار سقوط الضحايا من المدنيين، مؤشرات تدعو جميع الفرقاء الى مراجعة مواقفهم والعمل على التوصل لكلمة سواء تضع في حسبانها مصالح البلاد والعباد، تحفظ السلم الأهلي والانسجام الاجتماعي.
وترى منظمة شيعة رايتس ووتش الدولية أن الأزمة السياسية الجارية في العراق وتدخلات دول الجوار تستدعي استحضار جميع أتباع أهل البيت عليهم السلام للتمعن بمساق ما يجري، واستبصار مآل الأمور في حال استمر غياب أفق الحلول التوافقية وتفويت فرصة الإصلاح التي كانت ولا تزال مطلبا مشروعا للمكون الشيعي وجميع مكونات الشعب العراقي.
وهذا ما يجب على عقلاء الشيعة ومفكريها التصدي للأزمة الخطيرة وتفكيكها وقطع الطريق عمن يتصيد في الماء العكر لزرع الشقاق والفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، خصوصاً ان الجماعات المتطرفة والمعادية تتحين الفرص لكسر شوكة شيعة العراق وتشتيت شملهم واضعافهم بكل وسيلة متاحة.
وتؤكد المنظمة على ان الارهاب وفلول داعش وبعض الأطراف الداخلية والخارجية لا تزال تتربص باتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام وتسعى الى اثارة الفوضى والفتن بين صفوفهم، تدفعهم مشاعر الكراهية والحقد الأموي لا سيما بعد الانتصار الكبير المتمثل بتحرير المدن العراقية من دنس التنظيمات الارهابية.
لذا تهيب المنظمة بالشعب العراقي كافة والشيعة خاصة بتحييد دعاة العنف والتحريض ومن يستخف بالحرمات والمقدسات عن طبيعة الحراك الجاري بهدف الإصلاح، والتأسي بأخلاق أهل البيت عليهم السلام والتمسك بتعاليمهم، وضبط النفس والتحقق من كل ما يشاع او يثير المشاعر، والرجوع الى توجيهات المرجعيات الدينية الرشيدة في التعامل مع كل ما يطرأ من متغيرات او احداث، سواء كانت امنية ام سياسية او اجتماعية، داعية في ختام بيانها البارئ عز وجل ان يمن على العراق وشعبه بالأمن والاستقرار والازدهار وتحقيق المطالب الحقة والمشروعة في الإصلاح.
والله يحب المحسنين