السبت , أبريل 20 2024

شاعد على التاريخ

عز الدين محمد

قبل ثلاث سنوات كانت لي زيارة الى تكريت، حيث ألقيت محاضرة في مديرية مكافحة الإرهاب على المعتقلين، وكان لي حوار مع الضابط المسؤول.
ثم توجهت برفقة صديق كانت له مسؤولية محلية الى المكان الأشهر الذي حصلت فيه مجزرة سبايكر، توقعت ان يكون هناك اهتمام كبير بالمكان الذي أخذ جزءاً من الذاكرة العراقية، لكني تفاجأت عندما رأيت أن المكان مهمل وليس فيه اداري مسؤول عنه، سألت صديقي وقلت له: توقعت ان يكون هناك اهتمام كبير بالمكان، فقال لي: شيخنا، هناك من سحب مبالغ كثيرة للقيام ببعض الاعمال حتى يتحول المكان إلى محطة لاستقبال الزائرين من أهالي الشهداء ومن المواطنين والمسؤولين، لكن الاموال التي صرفت لم تتجاوز بعض الأمور الشكلية البسيطة وغير المكلفة التي رأيتها بعينيك.
لم يكن غريبا علي ما حصل، فمشروع السلطة كله قائم على استثمار العواطف، كل شيء قابل لأن يكون موضوعا للتفاوض: دماء الشهداء، الوطن، الدين، المذهب وما الى ذلك. والدليل أن جريمة بهذه الخطورة لا زالت تفاصيلها غير معلنة بشكل رسمي، باستثناء المعلومات التي حصلنا عليها من هناك او هناك والمعلومات التي تنتشر في المجتمع فإنه لا توجد رواية رسمية تفصيلية، والمحاكمة التي اجريت لأشخاص يفترض أنهم ممن قام بهذه الجريمة لم تعلن تفاصيلها، وأخذت اهتماماً محدوداً جداً من الرأي العام.

شاهد أيضاً

من أجل تدويل جريمة سبايكر

الدكتور محسن القزويني مرت علينا في الثاني عشر من حزيران الذكرى السابعة لجريمة قتل أكثر …