في ايام الحج وفي مكة المعظمة وفي مقر البعثة الدينية، سلم مندوب شيعه رايتس ووتش التقرير الشهري حول الانتهاكات والمظالم التي حصلت بحق الشيعه في مختلف دول العالم للفترة مابين ٢٥ آب حتى ٢٥ ايلول الى مدير البعثة المباركة سماحة العلامة السيد حسين الشيرازي دام عزه ليسلمها الى المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي دام ظله.
وفي اللقاء الذي حضره جمع من ممثلي المرجعية في الدول الاسلامية والاوروپية وامريكا استعرض ممثل المنظمة تفاصيل التقرير و وضع الشيعة في العالم والتقدم الحاصل في اروقة الامم المتحدة في تفهم قسم كبير من الدول للوضع الشيعي في الشرق الاوسط.
وفي تقرير مصور تم عرضه على المجتمعين في مقر البعثة في مكة المكرمة شرح ممثل المنظمة تفاصيل العملية الحقوقية في الدفاع عن الشيعة في كل من باكستان، وافغانستان، ومصر، وسوريا، والعراق، والبحرين والتنسيق الحاصل بين المنظمات الحقوقية والانسانية في امريكا واوروبا.
ثم تحدث العلامة السيد حسين الشيرازي حول اهمية العمل الحقوقي والانساني في مختلف الدول وقال: اليوم الشيعة قوة في العالم وقوتها من لاعنفيتها وسلميتها في الطرح و متابعة الحراك، وبقدر التزامهم بنهج اهل البيت عليهم السلام.
ثم تحدث الشيخ محمد تقي الذاكري من مكتب الامام الشيرازي في النجف الاشرف عن الاتهامات التي تسوقها بعض المتطرفين حول الشيرازية ونهجها في التعاطي مع مايسمى بالربيع العربي، وقال: المرجعية تبذل جل جهدها لاستقرار المنطقة واستتباب الامن فيها و لاتدعو الى الحراك ولا تدعو الى تغيير الانظمة لا في الشرق الاوسط ولا في غيرها، لانها لاتتعاطى مع السياسة لا من قريب ولامن بعيد، انما تؤيد احقاق الحقوق المسلوبة وتطبيق المساواة في المجتمع، فلافرق في الاسلام بين الالوان والافكار، ولافرق بين الشيعي والسني وبقية الفرق، سواء كانت في الاقلية او الاكثرية، انما كل يحصد بمقدار وجوده كما وكيفا.
ثم استعرض فضيلة الشيخ التاريخ الاسلامية في عهد رسول الله صلى الله عليه واله و الفترة التي حكم فيها امير المؤمنين عليه السلام وقال: الرسول والامام طيلة حكمهم عملوا بالمساوت ولم يؤيدوا ظلم الاقليات مهما كانت، والاقليات آنذاك كانت محترمة في كنف الاسلام ومصانة والدولة الاسلامية كانت ملتزمة بالدفاع عنهم، بينما اليوم الشيعي هو الاكثرية في بعض الدول مع ان هذه الدول لاتعطيه حقه في اتخاذ القرار ولاتسلمه المناصب السيادية ولاتشاركه في العملية السياسية، مع انه اثبت ولاءه للوطن مئات المرات وفي كل مناسبة، الا انه هناك طرح اقليمي لتقليص دور الشيعي وتحجيمه الى مالانهاية.
فالمطلوب من الحكومات ( والكلام للشيخ الذاكري) ان تسعى للمصالحة مع الشيعة وان تبذل مابوسعها لتطويق الازمة المفتعلة بين الشيعة والسنة، فبدل ان تصرف هذه الدول المليارات في المواجهة مع الشيعة وتقنين الظلم والاستبداد وزج الشباب في السجون بحجج واهية، يجب ان تصرف هذه المبالغ في المصالحة مع الشيعة . فالدول التي تتعاقد مع شركات اجنبية وتصرف المليارات من الدولارات لتحسين صورتها في الغرب، وترفض صرف اقل من تلك المبالغ في ارضاء شعبها والمصالحة معه، مع العلم ان هذه الاموال هي للشعوب، يجب ان تعي ان هؤلاء هم اولادها وفلذة كبدها، وكان من المفروض ان لاتقع هذه الحالات و تبذل جهدها لتطبيق المساوات وتتحقق الاخوة بالشكل الحقيقي.
وفي ختام الاجتماع اكد مندوب منظمة شيعة رايتس ووتش على ان المنظمة وبتوجيه من الامام الشيرازي دام ظله، لاتتدخل في القضايا السياسية ولا الحراك الموجود في مايسمى بالربيع العربي انما همها العمل الحقوقي والانساني للدفاع عن الشيعي كما انها تبذل جل جهدها لايجاد الحلول المناسبة وعرضها على اصحاب القرار بشكل مذكرة رسمية لعلها تتمكن من المساهمة في المصالحة .