في خضم الاضطرابات العنيفة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، والدول العربية على وجه التحديد، تبرز امام المجتمع الدولي عددا من القضايا الانسانية الملحة، والتي تمثل بحسب اسقاطاتها الملموسة تهديدا خطيرا يحيق بمجتمعات مدنية يستهدف وجودها في بعض المناطق التي تخضع لاعمال العنف المسلحة خصوصا في سوريا.
فما يجري في بلدتي نبل والزهراء الحلبيتان شمال سوريا، يعد وبكل المقاييس خطرا كبيرا قد يسفر عن جريمة ابادة جماعية تسبقها مجزرة غير مسبوقة في المنطقة، سيما ان البلدتين تتعرضان لخطر اجتياح الجماعات المتطرفة المتمثلة بجبهة النصرة الارهابية، والتي سبق ان فرضت حصارا خانقا على سكان البلدتين خلال السنوات القليلة الماضية، وما تخلل ذلك الحصار من هجمات عنيفة وقصف مدفعي اسفر عن سقوط المئات من المدنيين العزل.
لذا تشدد منظمة شيعة رايتس ووتش على المجتمع الدولي عموما، والهيئات الدولية العاملة ضمن نطاق هيئة الامم المتحدة، فضلا عن المنظمات الحقوقية المنتشرة في العالم، تشدد على ضرورة التحرك العاجل وبكافة السبل المتاحة لانقاذ سكان تلك البلدتين من مصير مؤسوف عليه، سيما ان الجماعات المتطرفة والارهابية اثبتت اصرارها على ارتكاب فاجعة بالمدنيين العزل من خلال الهجمات المتوالية والمستمرة.
وتؤكد المنظمة ان مصير حياة الالاف من المدنيين العزل والابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ، بات معلقا بما تسفر عنه المعارك في تلك المنطقة، والتي دون شك يتشارك المجتمع الدولي نتائجه,