بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ
صدق الله العلي العظيم
السيدات والسادة المشاركين في فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الانسان.. تحية طيبة ونتمنى ان يكون الجميع بافضل الاحوال.
اما بعد، تعرب منظمة شيعة رايتس ووتش الدولية عن ارتياحها الشديد وتفاؤلها بانعقاد الدورة الثانية للمنتدى، يحذوها الامل الكبير في تناول مختلف القضايا الانسانية والاشكاليات المتداخلة التي تواجه الكثير من المجتمعات حول العالم، سيما على صعيد الانتهاكات الحقوقية التي تتعرض لها بشكل مستمر ودائم، على يد بعض الانظمة الشمولية او الجماعات المتطرفة.
فكما يدرك جميع الاخوة والاخوات الناشطين في المجالات الانسانية والحقوقية، تقف في طليعة تلك الاشكاليات الملحة طبيعة العنف الخطير المستشري في العديد من بلدان العالم المسلم في منطقة الشرق الاوسط، وتحت عناوين مختلفة، سياسية تارة ودينية تارة أخرى.
فيما كان للاقليات العرقية والدينية السهم الاكبر من تلك الانتهاكات، فاقت في بشاعتها جرائم الحروب البربرية التي شهدها العالم، امام مرآى ومسمع المجتمع الدولى الذي لم يعد يحرك ساكنا مع بالغ الاسف.
ومن تلك الاقليات الدينية التي تعرضت ولا تزال تواجه خطر مجازر الابادة الجماعية والتمييز العنصري، والتحريض على الكراهية، هي الاقلية الشيعية المسلمة في العالم الاسلامي، الامر الذي افضى الى مقتل وتشريد مئات الالاف من افرادها، فيما تم نهب ممتلكاتهم وسبي نسائهم بشكل سافر دون اي رادع.
فما يجري في العراق من اعمال عنف تستهدف المسلمين الشيعة، وباكستان والسعودية والبحرين ومصر والسودان والهند والامارات والعديد من البلدان العربية والاسلامية، يجرى بشكل ممنهج ومدفوع تتناوب على تنفيذ اجنداته المشبوهة جماعات راديكالية وانظمة سياسية لا تؤمن بحق العيش المشترك او السلم الاجتماعي.
كل ذلك اسهم دون ادنى شك بتداعيات خطيرة، تقف في طليعتها الانتهاك المنظم والممنهج لحقوق الانسان، تقف ورائها اعتبارات دينية مذهبية كريهة.
لذا تدعو المنظمة الى ادراج قضايا الشيعة ضمن اجندات الدورة المقامة، والاخذ بشكل جديد بزمام وضع التوصيات والحلول المفترضة للحد من حجم الاذى والضرر، ووقف التصعيد السلبي ازاء الشيعة من قبل الجهات العنصرية.